الرقم الذي حير العالم
قبل أن تبدأ بقراءة السطور التالية اخرج
بطاقتك الائتمانية وأي بطاقة تعريفية من محفظتك ستلاحظ أن جميعها مستطيلة
الشكل، قم بقياس طول وعرض كل بطاقة ثم اقسم الطول على العرض ماذا تلاحظ؟
تجد
الناتج في الغالب 1,618 أو قريبا منه وإن كنت تملك وقتا أطول فتحمل طلبي
التالي وانهض واقفا ثم قس المسافة من قمة رأسك إلى الأرض واقسمها على
المسافة من السُّرة إلى الأرض ستجد أن الرقم السابق يتكرر، وهكذا في باقي
أجزاء الجسم وأدق تفاصيل الوجه ونسبة حجم الأسنان إلى بعضها وحتى بين أقطار
تجاويف الأذن المتتالية .. فما السر وراء تكرار هذا الرقم في كل ما حولنا
تقريبا؟
يعد هذا الرقم أو النسبة اللبنة الأساسية في بناء وتكوين
أغلب ما في الكون، فأينما وجهت وجهك وفتشت حولك ستجد أن البشر والحيوانات
والنباتات في تناسق ومثالية تكوينهم والمنشآت مثل الأهرامات ومعبد بانثيرون
في أبعاده وطريقة زخرفته يعتمدون على هذه النسبة التي عرفت قديما بالنسبة
الذهبية أو الرقم الذهبي أو التناسب المقدس.
ولم يستطع أحد تحديد
متى اكتشف هذا العدد بالضبط، ولكن المؤكد أنه اكتشف ثم أعيد اكتشافه مرات
عديدة نظراً لاختلاف تسميته على مر العصور حتى استقر في بداية القرن التاسع
عشر على تسميته بالعدد (فاي) أو (PHI) نسبة إلى الرياضي والنحات
(Phidias)، وأول مَن أثبت صحة هذه النظرية الطبيب والفنان والرياضي
(ليوناردو دافنشي)، والشيء الذي لا يعرفه الكثير أنه كان ينبش القبور ليقيس
النسب الدقيقة لأبعاد جسم الإنسان، التي تساوي دائما 1,618 معتمداً على
المعلومة التي استمدها من متوالية (فيبوناتشي) الشهيرة وهي كالتالي:
[0،1،1،2،3،5،813……
، حيث إن مجموع كل رقمين متواليين يساوي العدد الذي يليهما وحاصل قسمة كل
رقم على ما قبله يساوي فاي (1,618) واستخدمها في رسم عديد من لوحاته
وأشهرها لوحته المعجزة (الرجل الفيتروفي)، التي استمدت اسمها من المهندس
الروماني فيتروفيو وجمع فيها بين الفن والعلم، لذلك اتخذت شعارا لعديد من
الشركات الطبية وكذلك العملة الإيطالية.
وهذا الرقم يكاد ينطق
بوحدانية الخالق ـــ جل وعلا ـــ وهو دليل صارخ على تناسق الكون ووحدته
وجمال تصميمه, فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يفتقدون هذا التناسق في
أبعاد وجوههم مثل أصحاب الوجوه الطويلة يعانون غالبا مشكلات في التنفس
وصغر حجم الجيوب الأنفية، أما أصحاب الوجوه القصيرة فيعانون آلاما في الفك
فانظر إلى دقة الخلق, ومن عجائب هذه النسبة أن درجة حرارة جسم الإنسان
ومتوسطها 37 الدرجة مئوية إذا قسمتها على (فاي) تعطيك درجة الحرارة
الخارجية الملائمة للإنسان (23 درجة مئوية)، كما أن قسمة درجة غليان الماء
(100 درجة مئوية) على هذه النسبة تعطينا درجة الحرارة الملائمة لقتل
البكتيريا (61.8 درجة مئوية) فسبحان الخالق الذي أحسن كل شيء صنعا، وهناك
الكثير والكثير من الدلائل على مزايا وعجائب هذا الرقم، ومنها أبعاد الكعبة
المشرّفة وموقعها الجغرافي، فنسبة بُعد الكعبة عن القطب الشمالي إلى
الجنوبي تساوي (فاي) وكذلك نسبة بُعدها عن أقصى الشرق إلى الغرب حسب
الخريطة الكبرى للعالم تعطي الرقم نفسه الذي اعتبر مفتاحا للكثير من العلوم
حتى وقتنا الحاضر، فيا ترى ماذا يخبئ لنا هذا العدد من أسرار لم تكتشف
بعد؟!